'رام الله'صوت فتح - صدر في بريطانيا كتاب جديد، في 272 صفحة من القطع المتوسط، عن دار النشر (I. B.Tauris) المختصة بالمنشورات الأكاديمية بعنوان:'الفلسطينيون في لبنان: اللاجئون وحالة من التشرّد طويلة الأمد'.
ويتمثل الهدف الرئيس لهذا الكتاب في دراسة الديناميات الاجتماعية، ووسائل التكيّف، التي يتمكن اللاجئون بواسطتها من العيش، على امتداد فترات طويلة من الزمن، في ظل ظروف غير طبيعية، وبالغة القسوة، خاصة في حالة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشكّلون أكبر وأقدم مجموعة للاجئين في العالم.
لهذه المجموعة، كما يقول ناشر الكتاب، حكاية طال انتظارها، وتأخر الكلام عنها، وقد تعرّضت أكثر من غيرها للتجاهل، وعانت من عدم الاهتمام.
الكتاب من تأليف ربيكا روبرتس، وهي زميلة أبحاث في مركز دراسات السلام والمصالحة التابع لجماعة كوفنتري في بريطانيا، وسبق لها القيام بأبحاث ميدانية في أفغانستان وكمبوديا ولبنان والسودان، كما حصلت على درجات جامعية في الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية، وعملت في مراكز مختلفة للأبحاث.
وقد جاء كتابها عن اللاجئين الفلسطينيين في ستة فصول، إضافة إلى التقديم والخاتمة. في الفصلين الأوّل والثاني تعالج الإطار السياسي والقانوني لوجود اللاجئين الفلسطينيين، وما يكتنف المساعدات التي يتلقونها من مشاكل وعقبات.
وفي الفصل الثالث تركّز على علاقة لم تكن سهلة بين اللاجئين الفلسطينيين ولبنان كبلد مُضيف، وتعالج في الفصل الرابع أماكن إقامتهم، التي تحوّلت إلى مخيمات للاجئين يقيمون فيها منذ ستة عقود.
وفي الفصل الخامس تدرس ديناميات التكيّف التي يبلورها اللاجئون في حالة لجوء طويل الأمد، وتعالج في الفصل السادس العوامل المؤثرة في عمليات التأقلم والتكيّف في حالة اللجوء طويلة الأمد.
وتذكر دار النشر في معرض تقديمها للكتاب أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان غالبا ما يفكرون أنهم جماعة منسية، فبعد ستة عقود من اللجوء ما زالوا يعيشون في مخيمات مزدحمة، مرتجلة، وتفتقر إلى المرافق الصحية، حيث ترتفع إلى حد كبير معدلات البطالة والفقر، ولا يتمتعون بالحقوق الإنسانية الأساسية، ويتم تجاهلهم من جانب وسائل الإعلام العالمية، والهيئات العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية.
ولهذا السبب، فإن الدروس المستخلصة من دراسة 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مفيدة في مجال بحث أشكال وديناميات التكيّف لدى جماعات أخرى من اللاجئين في العالم، خاصة في حالة لجوء طويلة الأمد.
يُذكر، في هذا الصدد، أن العام الحالي شهد زيادة ملحوظة في أعداد الكتب الصادرة باللغة الإنكليزية في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية عن فلسطين والفلسطينيين، والتي تغطي جوانب مختلفة أدبية وسياسية وتاريخية واجتماعية، وكان للكتب والدراسات التي غطّت جوانب مختلفة للاحتلال الإسرائيلي، وسياساته القمعية والاستيطانية، نصيب الأسد.