قالوا أن غزة ليست بحاجة للرجال ليأتوا من خارجها ، فقد شاء
لها المولى أن تعج أرحام نساءها بالاشاوس والمناضلين الاكفاء ، وكيف لا
وهي ارض الرباط و اولى القبلتين وأرض المحشر والمنشر كما حدثنا الرسول
الكريم …
ولان الوضع بغزة يسير كما يعلمه الكثيرين وفي الفترة
الاخيرة على منوال الفر فقط بدون الكر وبالطريقة التي تليق بسياسة القرن
الحالي ،فغزة ليست بحاجة لوجود أعضاء من تنظيم القاعدة سواءً كانوا من
السكان المحليين او السابقين في كهوف تورا بورا او حتى من ساكني قمم جبال
اليمن الشمخاء !
هذا ما سمعته على لسان احداهم مصرحاً لاذاعة محلية تتصف
بعدم الحيادية ،وما استطعت استنتاجه من تلك التصريحات، ان القاعدة اخيرا
باتت بعبع الساحه الغزاوية !
وقريباً جداً قد تقوم أمريكا بل ودولاً اجنبية اخرى وقبلها
وكالة الامم المتحده بادراج غزة ضمن محور الشر' Axis of Evil 'خاصة وان
مثلث الشر المزعوم باتت احدى اركانه شاغرة بعد ترويض العراق وزوال حكم صدام
!وهذا امراً ليس من وحي خيال مؤلف او مجنون قد اضاع عقله أو انسان مهزوم ،
فإسرائيل تردد ليلاً ونهاراً ان القاعدة باتت في أحضان قطاع غزة بل
وتستنجد بالعالم كله ومن خلال دبلوماسيها للمساعدة في الخلاص منها !ومن جهة
اخرى لننظر الى حالة الارتباك والقلق التي تعيشها الساحة الغزاوية خاصة
هذه الايام مع تلك الحشود والغارات ، وماذا لو علمنا ايضاً ان البعض من
ساسة غزة مصرون على طرح نهج الحيطة والحذر وتوخي بل ومنع اي مقاومة تذكر
خوفاً من انقضاض الصياد على فريسته !
وهنا دعونا نطرح السؤال لمن يهمه الامر : فاذا كانت النفس
البشرية غالية الثمن وكم اوصانا الخالق بالحفاظ عليها وصونها من كل شر ،
ولكن اليست الاوطان حين نرفع شعار المقاومة اغلى بكثير ؟!
أن اسرائيل قد لا تحتاج لزرائع كثيرة لضرب غزة ويكفيها
الاستمرار الحالي وببراعة في تهيئة العالم كله واقناعه بأن غزة موطناً
حديثاً بل وبؤرة عالمية للارهاب ولا صعوبة لديها في تحقيق هذه النوايا
الخبيثة طالما اصر البعض على استمرار حالة الانقسام وتعميقها فليعلموا اننا
بذلك نهلل ونطبل للحرب سواءً كنا نعلم او لا نعلم !فهل نفهم اين نضع
ارجلنا وبثبات على خريطة العالم ؟!
ام أنهم بغزة مصرون على التواكل وتولي امرنا من قبل دول ما
وراء محور الشر والتي لم تكلف خاطرها أثناء الحرب الاخيرة برمي اسرائيل حتى
بأوراق المحارم !!