يروي عن بخلاء مروة 'لو خرجت من جلدك ما عرفتك'وهذا المثل
ينطبق علي ما يثار بين الرجيلين الرئيس محمود عباس من جهة وعضو لجنته
المركزية محمد دحلان من جهة أخري.
إن تمعنت بقراءة هذا المثل ستكون أمام ملخص
دقيق لما يجري ،ولن نكون مبالغين إذا قلنا بملء الفم أن الذي حدث قبل أشهر
قليلة من المشكلة المثارة في حركة فتح ما هو إلا تجنياً علي واقعنا الوطني
الذي هو في أسوء حالته لا يسر عدواً ولا صديق .
فالتاريخ يصنعه الكبار اللذين لا يتهاووا
في الصغائر ،كم كنا نتمني أن يكون كبارنا كبار ،ويحهم عندما يتساقطون في
الصغائر من قبيل هذه النميمة التي لا تغني ولا تسمن من جوع،آآه..كم كنا
نحتاج لأيام الزعيم ياسر عرفات الذي لا يأبه لهذه المهاترات السخيفة بل كان
يشغله الهم الوطني الذي سقط علي طريقه عشرات اللالاف من الشهداء والاف
الاسري والجرحي وأنات أمهاتنا الثكلي ،كيف لا وهو من أفني حياته لهذا كله .
وها نحن اليوم علي وقع قضية محمد دحلان
التي بدأت وكان السماء قد أسقطت حجرأ ،فعندما يغيب الضمير .. يفرح الشيطان
بذلك ، كيف لا وقد وجد الفريسة .. فهذا الرجل الذى تحمل الكثير مما قيل
ويقال عنه هنا وهناك ،بل وصل الحديث عنه الي حد التشكيك والمساس بوطنيته
وفتحاويته ، واصبح كالفريسة التي كثرت حولها الذئاب ، ينفخون علينا بوقاً
سئمنا منه إلا حد 'القرف' ،أين هم من مآسي شعبنا وقضيتنا الوطنية ،إنهم
يراكمون الأموال وهذا شغلهم الشاغل ليس إلا ..فسحقاً لهم، ألا تذكرون قول
الشاعر أحمد شوقي ' برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين ..فمشي في الأرض يهذي
ويسب الماكرينا' .
فلا عجب أن تجد كتاباً مهرّجون يلبسون
ثوباً مزيفاً ، لا يحكم أقلامهم قيماً وطنية ولا ديناً ، نعم لقد اختلطت
الأمور ليصبح دعاة تعزيز القيم هم أداة هدمها، ودعاة تكريس المثل هم أشرس
أعدائها.
كم من المنتفعين والفاسدين ممن يحملون
الأقلام السامة والسليطة ، أحرفوا القيم والمبادىء ، وبطشوا بأفكارهم
المنحرفة وبأسلوب شيطاني ، أصبحوا يكتبون فبركتاً ويقومون بالردح واستخدام
لغة التشفي والتجريح، لإثارة التحريض والتشويه المغرض ، سعياً لإشعال
الحرائق والمصائب التي يبدو أنهم ينتعشون ويعيشون في أجوائها .
وهناك من ذهب للهجوم علي دحلان من داخل
حركة فتح من اللذين كانوا يخشون الرجل وشعبيته داخل الحركة ،فجاءت الفرصة
لينهالوا عليه بالسب والقدح ،ويتبنون موقف الخصم منه وهذا يصب في إضعاف
الحركة .و يدلل وبشكل قاطع أن هناك خطة مبيتة ومعدة سلفاً من قبل بعض
اللذين يخشون علي مصالحهم ومواقعهم داخل حركة فتح والسلطة من قدرة دحلان
ومدي ثاثيره في صناعة القرار داخل حركة فتح والسلطة معاً،ونتسائل 'هل أصبح
إبن الضره'
أما حسنو الظن هؤلاء، أقول لهم جميعاً عندما
يغيب الضمير ويموت .. تنقلب الدنيا على عقبيها .. وتتفشى ظاهرة الحقد
والحسد والكراهية والظلم.. وينتقل الفساد إلى أخلاقنا .. هنا تصبح الأزمة
كالسرطان ينهش في الجسم شيئاً فشيئاً ، حتى يصبح جثة هامدة..... يا الله ما
أبشعنا حينما نجلد ذاتنا .