يرى المحلل الإسرائيلي في صحيفة يديعوت 'أليكس فيشمان' أن
رئيس الوزراء الإسرائيلي 'بنيامين نتنياهو' مُلزَم بأن يرفع رأسه عن
الكُتُب والاستطلاعات، ليهتم بالهدوء الذي تحاول حركة حماس أن تحققه في
قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.
وربط 'فيشمان' الهدوء الذي تحاول حركة حماس تحقيقه، بملف
الجندي الأسير 'جلعاد شاليط'، وقال: 'الهدوء الذي تحاول حماس أن تحققه في
الأيام الأخيرة، بشكل شاذ على الحدود، هو بالذات لحظة استثنائية، تنطوي
ربما على إنهاء قضية جلعاد شاليط'.
وأضاف 'لعله تلوح في السحابة ثغرة يمكنها أن توفر للطرفين قطعة سماء صافية لفترة زمنية محدودة، لوضع حد لهذه المأساة'.
وواصل القول: 'لأسباب ليست كلها واضحة تُصِر حماس على أن
تنقل إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة موجات بث لا لبس فيها حول رغبتها في
الهدوء لأسباب تكتيكية، ولكن لم يسبق أن استثمرت أبدا جهود كبيرة بهذا
القدر سواء دبلوماسيا أو ميدانيا من أجل تحقيق وفرض هذا الهدوء'.
وأوضح 'فيشمان' أن حماس مقتنعة تماماً بأن إسرائيل ستنطلق
لتنفيذ عملية رصاص مصبوب 2، مشيرا إلى أن الحركة ترى أن الغارات الجوية
الأخيرة كعمل تمهيدي للحملة الكبيرة.
وبين المحلل أنه يوجد لحماس أسباب منطقية للتطلع إلى
الهدوء، وقال: 'الهدوء سيساعدها على تعزيز حكمها، وتعزيز المنظومات
العسكرية ونيل الدعم الدولي'.
ورأى 'فيشمان' أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لمساومة حماس بالهدوء مع ملف الجندي الأسير 'جلعاد شاليط' والمطالبة بإغلاق الملف.
وقال: 'حتى الآن، تعيش حماس في إحساس بأن إسرائيل لم تقل
بعد الكلمة الأخيرة في هذا الشأن، وسيكون ممكنا انتزاع المزيد فالمزيد منها
مقابل الجندي الأسير'.
وتابع القول: 'على إسرائيل أن تعرض صفقة، فتسمح لحماس
بالمرونة دون أن تُهان، مثلا، موافقة على تحرير سجناء قلائل الى الضفة، حيث
أن هذا ليس ما سيحل السلطة ويعيد الإرهاب'.
وأضاف 'وسائل الإعلام ألقت بالستار على قضية شاليط، ومريح
للسياسيين بالطبع إسكات هذه المعضلة، ولكن بالذات عندما لا يكون رئيس
الوزراء يخضع للضغط، فإنه الوقت المناسب له لإثبات زعامته، وتوجد هنا
بالمناسبة فرصة أفضل لانجاز صفقة أوسع بكثير تتضمن توافقا على هدوء لمدى
طويل'.