في القطاع الحبيب المهدد بعدوان صهيوني جديد يحدث شيء عجيب وهو ليس بعجيب ،
فأمام غطرسة العدو الصهيوني وعربدته اليومية في القطاع وقيامنا فلسطينيا
بإطلاق الصواريخ على مستعمرات العدّو الصهيوني في جنوب فلسطين المحتلة عام
1948 رداً على تلك العربدة الصهيونية هناك ما يدّل على عدوان جديد على
القطاع ، فما العمل لدرء العدوان المحتمل عن قطاع غزة الحبيب ، هل نشجع
العدّو الصهيوني لارتكاب عدوان ٍ جديد على القطاع من خلال تصريحات إعلامية
جوفاء تصورنا بأننا نملك الصواريخ العابرة للقارات ، وأننا نملك صواريخ لا
حصر لأسمائها تصل إلى تل الربيع لتقوض قيادات العدّو هناك ، وكأننا أصبحنا
القوة العسكرية الأكبر في المنطقة العربية ، وكأننا نملك ساحة حرب
جغرافيتها معقدة وهي عبارة عن جبال شاهقات وأودية ساحقات لا تصلح لدخول
آليات العدّو ودباباته لمواجهتنا، وكأنّ الأرض التي كانت مسرحاً للعدوان
الصهيوني السابق قد تبدلت وتغيرت اليوم وأصبحت الأرض غير الأرض والسماء
غير السماء وأنّ مقاتلينا لم يعد العدّو الصهيوني قادر على رؤيتهم بالعين
المجردة فهم ملائكة هذا العصر وسيخرجون لهذا العدّو من أمامه ومن خلفه ومن
يمنيه ومن شماله ومن حيث لا يحتسب ولا يتوقع ، أم أنّ التهدئة أصبحت
ضرورية ومطلوبة لدرء العدوان الصهيوني ومخاطره عن شعبنا في القطاع ،
والعجيب أنّ من يطلب التهدئة والهدنة اليوم ويصرّ عليها هي حركة حماس
لأنها لا تريد عدواناً جديدا على غزة ، أو لعلها استمعت إل الجهات التي
أبلغتها باحتمال عدوان جديد عل غزة وأنّ المطلوب هو التهدئة ومن المصلحة
الوطنية الفلسطينية حصول التهدئة ، فسارعت حماس عبر الحكومة المقالة الطلب
من كافة الفصائل والقوى الفلسطينية الالتزام بالتهدئة مع العدّو الصهيوني
من أجل حماية القطاع بكل من فيه . إذاً التهدئة مطلوبة اليوم لأنّ
ثمة عدوان صهيوني محتمل علينا ، والتهدئة اليوم هي تهدئة وطنية ، وهي تهدئة
من المؤمنين في مواجهة المعتدين ، وهي ليست تنسيقاً مع العدّو الصهيوني
تمهيداً لتنفيذ العدوان ، رغم إعطاء الأوامر إلى القوة التنفيذية الحمساوية
بتنفيذ هذه التهدئة والمحافظة عليها بالقوة ، عجيب أمر حماس أليس كذلك ،
فطالما كان طلب التهدئة من حماس المؤمنة فالتهدئة شريفة عفيفة لأنها تهدئة
المؤمنين من أجل حماية شعبهم ،أمّا عندما كانت التهدئة مطلوبة قبل عدوان
2008/2009 درءا للعدوان المحتمل فإنها كانت تهدئة للتواطؤ مع العدو
الصهيوني على غزة ، لماذا ؟ ، لأنّ الذي طلب التهدئة قبل عدوان 2008/2009
هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وما دام أبو مازن هو الذي يطلب التهدئة
فهذه التهدئة ليست من مصلحتنا وهي تخدم عدونا لأنّ أبو مازن يريد درأ
العدوان عن شعبه في القطاع ، ولأنّ أبا مازن هو طالب التهدئة فهو ينسق مع
العدو ضد حماس ، ولأنّ أبا مازن وحسب أوهام حمساوية وإخوانية يريد العودة
إلى القطاع على ظهر دبابة صهيونية فلترفض حماس تهدئة أبي مازن ، وليـُدمر
القطاع من أجل أوهام حمساوية لمنع أبي مازن دخول القطاع من خلال التهدئة
التي يطلبها ، ولم تهدأ أجهزة إعلام حماس قبل عدوان 2008/2009 وأثناء
العدوان وبعد العدوان وحتى الآن عن اتهام أبي مازن بأنه كان شريكاً في
العدوان على قطاع غزة ، فأي تناقض تعيشه اليوم حماس مع ذاتها وهي تطلب
التهدئة كمصلحة وطنية ، أي تناقض تعيشه حماس وهي حاملة لواء المقاومة ،
فكيف للمقاومة أن تهدأ اليوم في عرف حماس ؟؟؟؟؟ لماذا جرّت حماس شعبنا
إلى التهلكة قبل عامين ، هل كانت معدومة البصر والبصيرة قبل عامين ، وأصبحت
اليوم ذات بصر وبصيرة ، أم أن الأمر تعدى البصر والبصيرة إلى مصالح
حمساوية فيجب تحقيق التهدئة اليوم ، وقد كان رفض التهدئة ورفض نصيحة
الرئيس أبو مازن قبل عامين مصلحة حمساوية أيضاً ، لأنّ حماس تمثل المقاومة
وهي وحدها التي تقرر قبول التهدئة أو رفضها بعيداً عن مصلحة الشعب والوطن ،
لماذا تعبث حماس بمصير الشعب والوطن تحت شعار المقاومة تارة وتارة أخرى
تحت شعار التهدئة ، أين مصداقية حماس اليوم وهي تهرب من المقاومة إلى
التهدئة وتفرضها بالقوة على كل الفصائل والقوى الفلسطينية . على حماس وهي
تدعو اليوم إلى التهدئة أن تعتذر لجماهير شعبنا عن كل تهم الخيانة والعمالة
التي وجهت لكل من حركة ' فتح ' و منظمة التحرير و الرئيس الفلسطيني وعن
كل الإساءات التي أساءت بها إلى الرئيس الفلسطيني حتى نضع طلبها للتهدئة في
إطار المصلحة الوطنية وليس في إطار مصلحتها الفصائلية ، وعلى حماس أن
تعتذر بشكل رسمي وعلني أمام وسائل الإعلام كما كانت توجه التهم بشكل رسمي
وأمام وسائل الإعلام ، وعليها وهي تطلب التهدئة أن تذهب إلى القاهرة
للتوقيع على الورقة المصرية للخروج من الحالة الفلسطينية المزرية بسبب
انقلابها العسكري وتكريسها للانقسام الفلسطيني أرضا وشعباً ، وعليها أن
تعود إلى قبل عدوان 2008/2009 وتقرأ قول الله تعالى ( و إن جاءكم فاسق بنبأ
فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وتعلن
الندامة على ما فعلته بحق شعبها .