لايعقل أن يبقى ملايين الفلسطينيين رهينة المزاج السياسي لأصحاب القرار عند ' الجماعة ' فعسكر حماس ورئيس مكتبهم السياسي ليسوا مستعجلين , ولاتحرك دمائهم آلام وعذابات ومصائب مئات آلاف المواطنين بغزة ، اذ يبدو ان ممارسة ' الربا السياسي ' قد اغنى حسابات الجماعة ورفع ارصدتها ولكن ليس في الشارع – حسب اعتراف مشعل – وانما في خزائن الدنيا التي كانت ترفضها حماس تحت شعار :'انها لله ' !! فيرتكبون الخطايا ويفتون بجوازها كونهم هم اصحاب السلطة أما أخطاء غيرهم في السلطة فانها كفر وخيانة وبيعة للشيطان !!
لن يتحرر الشعب الفلسطيني مادام رواد ' اقبية التحشيش الفكري ' هم ذاتهم الذين يقررون مصائر الملايين المخطوفين في غزة ، فغزة البلد وملايينها اسيرة مزاج رئيس سياسة حماس خالد مشعل الداخل بمناطحة غير معلنة مع الزهار وان كانت لاتخفى على أحد . فمن مبشر للمصالحة ومقسم بالله على أنها قاب يومين او ادنى الى مستبعد حتى لأفقها فهو القائل كما نقلت عنه الزميلة العرب اليوم الاردنية :
'افق المصالحة الفلسطينية بعيد جداً',فما الذي حدث حتى يسعى لتبديد أمل يراه ملايين الفلسطينيين بأنه سبيلهم للتحرر من الحصار ومن استبداد عسكره وتجار المخدرات وحبوب الترامال الذين انهكوا اجساد الشباب وانتهكوا ألأدمغة ، حتى نخرها سوس الكذب في تعاميمهم وخطاباتهم ومنشوراتهم وحملاتهم المسماة بالدعوية !!
السلطة امر مفروض علينا في غزة' حسب تعبير قائد في الجماعة الحاكمة بأمر جماعة الاخوان .أما الله فانه لايفرض السلطة على جاهل في امور الدين والدنيا ولا يحملها الا للعاقل الراشد التقي الذي يخشى الله في دمعة طفل او صراخ امرأة وآهات جريح .
ستار هش يحتمي به اخوان حماس فيسوقون مقولة :' المزاج العام في غزة 'محافظ ومتشدد' وهناك 'فائض دين' !! فهل من جريمة بحق الدين ورسالة السماء افظع من هذه ، فالدين عند حماس ليس أكثر مادة تفيض وتنحسر ، تتمدد وتتقلص ، توضب وتفرد لحظة توزيع المكاسب !! فالمزاجيون تائهون في دخانهم المنفوخ من أفواههم ، فظنوا السراب ماء رغم دعوتهم الناس بالصبح والمساء للجري نحوه !.
أبرع مشعل في رسم صورة ' المجاهد الشامت ' الثور ألأبيض المتطوع لأن ياكله الأسد نتنياهو حلالا زلالا، فالذي ينتمي لمروجي مزاج الدين الفائض قال:' 'ابو مازن سيحسم المعركة مع دحلان لصالحه لكنه سيخرج مهشماً' , ..هنا سنخترق الدخان السام الذي يعادل بتركيزه وتأثيره غاز جيش الاحتلال الاسرائيلي السام الذي استنشقته المواطنة جواهر ابو رحمة لنسأل ' المسلم المجاهد ' مشعل هل يكون المرء مسلما ويفيض بالشماتة , وهل يمكن أن يكون مسلما من يتمنى التهشيم لمن استجاب للكلمة الحسنى ولكبار القوم مسلما ، وهل يجوز للمسلم دق اسافين الفتنة ؟! . فالمؤمن لايشمت ولا يتمنى خراب بيت ، فاين رئيس سياسة حماس ومشايخها من أخلاق الرسل والصحابة ؟! ..لايتكيء عاقل على دخان ،وليس كل التخريف كلام , كما انه ليس على المريض بالنرجسية حرج ، فأن يظن مشعل بأن فتح استخدمت اللقاء مع حماس كنوع من الضغط على نتنياهو لتليين موقفه التفاوضي مع 'السلطة' وأنه لم يعد هناك حاجة من الناحية التكتيكية لهذه الورقة بعد فشل المفاوضات. فهذه ظنونه وتخريفات مراهقي التحليل السياسي وليس ذنبنا انها اضغاث .
فبعد أن وقعت فتح على ورقة المصالح منذ سنتين هل يجوز أن يخرج المزاجيون من قلب ' دخان الشياشة بالدشداشة ' ليقولوا بأن :' ترتيبات المصالحة تحتاج الى موافقة اسرائيل والولايات المتحدة وهذا امر متعذر لان الطرفين لن يقبلا بأي حال عودة حماس الى مؤسسات السلطة في الضفة الغربية' .فبما ان فتح قد وقعت رغم معارضة الآدارة ألأميركية وتهديداتها فما اهمية ان تقبل اسرائيل او لا تقبل ففتح كانت حرة مستقلة ووقعت وما على حماس الا ان تبرهن انها كذلك .. لكني اتوقع جني القرع من مزارع القمر ، والخشخاش من المريخ قبل أن ارى توقيع رئيس سياسة حماس على وثيقة المصالحة . فالربا السياسية عند الجماعة أم الحلال