مدير الشبكة Admin
تاريخ التسجيل : 02/01/2011 العمر : 39
| موضوع: موضة الويكيليكس وصرعات الجزيرة الجمعة يناير 28, 2011 1:10 pm | |
|
-كتب عضو المجلس الثوري لحركة فتح توفيق أبوخوصة-الحاج ويكيليكس أطال الله عمره وبيّض وجهه، صار الحاج الأكثر شهرة ومصداقية ولا تجد مجلساً إلا ويذكرونه بالخير، بعد أن تحوّل الصادق الصدوق، والذي لا يكذب له خبر، فهو الراوي الحصيف الذي ينقل ما خفي من الخبر والحدث ولديه الدلائل والأسانيد الموثقة والقاطعة، التي لا يأتيها الباطل، وغير قابلة للتأويل والتفسير، فهي نصوص ولا إجتهاد في موضع النص ،،، وأحاديثه الموثوقة يخرجها الحاج ويكيليكس والشيخ أسانج، ولديهما جيش من المريدين والهاكرز الذين يدافعون ببسالة عن الأحاديث المسندة، التي لا إجتهاد ولا قياس فيها أو عليها ... وبما أن الحاج ويكيليكس والشيخ أسانج حفظهما الله هما عنوان الحقائق المخفية والمستورة والممنوعة إلى آخره من التوصيفات التي توحي بأن الشيخين كسرا كل المحرّمات ،،، طمعاً في دخول الجنة وتقرّباً إلى الله في فضح ما يدور في القصور ويجري خلف الأبواب المغلقة من دسائس ومؤامرات ونقل الكلام الممنوع على العامة وإشاعته على الملأ ،،، فقد فتح الله على الشيخين ومنحهما المدد بالمؤلفين والمجتهدين على سنة السلف من أئمة السلاطين والعاملين عليها وأبناء السبيل ،،، الذين طاب لهم منهج ( ويكيليكس / أسانج ) في صناعة الأخبار وتوليد الأحداث وكله بحساب ولا حساب بعده لأن كل ما يُقال ويُنقل يصبح على وفي ذمّة الشيخين ( حفظهما الله ) وهما من كانا وسيلة تسريب وتهريب لا يخالها أحد تعمل بعيداً عن سيطرة ( أسياد الكون ) ،، خصوصاً وأن تلك الأحاديث المنقولة خلت تماماً من الإسرائيليات وإن وجدت فهي هامشية؟؟؟ حيث أن تسريبات ويكيليكس مثل تهريبات حماس ... أي أن المعلومات المسرّبة عبر الإنترنت تماثل البضائع المهرّبة من خلال الأنفاق / وكلها تحت السيطرة / ؟؟؟ / وإذا كانت عمليات التهريب بدأت بنفقٍ واحد ومن ثم تكاثرت كالفطر في خاصرة الوطن الجنوبية، فإن قادم الأيام ستجعل كل فلسطيني يصبح الشيخ أسانج والحاج ويكيليكس ... خاصة بعد أن فقدت المسألة بريقها والصخب الذي رافقها وما نتج عنها من تداعيات ..
وبما أن الفلسطينيين من أكثر الناس شغفاً بالتسريبات والتأليفات والتوليفات والتأويلات والتحليلات التي تقدم على إعتبار أنها حقائق دامغة إلى أن يثبت زيفها ( وكأن شيئاً لم يكن ) وفي ظل غياب المحاسبة القانونية والوطنية والأخلاقية كونها لم تتحوّل بعد إلى ثقافة ناجزة وضابطة للسلوك والأداء والممارسة الفردية والجماعية فإن كل شخص بإمكانه أن يتحوّل إلى ويكيليكس متحرّك دون أن يُتهم مثل أسانج بالإغتصاب ويُقدّم للمحاكمة ... علماً بأن الكثير مما يُقال على الساحة الفلسطينية لا علاقة له بحرّية الرأي والتعبير كونها من الناحية القانونية والأخلاقية مقيّدة بعدم المساس بالآخرين، أي عدم الإنتقال إلى خانة القذف والتشهير والتخوين والتكفير بكل ما يعنيه ذلك من مضامين على المستويات كافة!!!
وللأسف الشديد بأن معظم ما يُقال ويُشاع كأحاديث منقولة يتم إسنادها إلى مصادر وجهات غير معلومة، إلا إذا نسبت إلى شخوص أمنت العقاب فأساءت الأدب وهم كثر في ظل حالة الإنقلاب الكبير على الشرعية الفلسطينية التي لم تسلم من فطريات إنقلابية صغيرة وتلوثات ظنية هنا وهناك تنهش في قوام الحالة الفلسطينية من باب التأليف والتأويل السئ أحياناً لهذا الويكيليكس أو الأسانج ...
لذلك فإن الضرورة تقتضي اللجوء إلى قوّة القانون الوقائية والعقابية والأخلاقية لتنقية الأجواء العامة من كل ما قد يعكرها وبما يزيد من صلابة النسيج الفلسطيني وبذل كل جهد إستباقي ممكن لمعالجة ما هو واقع درءاً لما هو قادم بهدف التهذيب والتشذيب والتأديب إن لزم الأمر.
وفي ظل هذه الحالة فقد جرّبت قناة الجزيرة أن تمارس شرورها وحقدها على المشروع الوطني برمّته والكيانية الوطنية الرمزية ممثلة بـ م.ت.ف في إطار أجندة إقليمية مشبوهة، وتقوم بدور كل بني ويكيليكس مستندة في هذه المرة إلى أحد الصغار المأجورين الذين تم إستجلابهم دونما تمحيص ويسقط أمام شهوات ورغبات بعضها مادي وغيرها من باب الحقد والإنتقام، ويضع نفسه بين أيدي أعداء المشروع الوطني الفلسطيني ممثلون بالجزيرة ومن يقف ورائها ومن تخدم أهدافه بغية شطب القضية الوطنية .. إلا أن تجربة الشعب الفلسطيني أسقطت الفتنة ومروّجيها وكشفت عن وجهها البشع، وقال الشعب كلمته بأن رام الله ليست تونس، وأن حركة فتح ليست حزب التجمّع الدستوري، وأن الرئيس أبو مازن ليسن زين العابدين بن علي!!!
وإذا كان الهدف المنشود إسقاط النظام السياسي الفلسطيني وإغتيال حركة فتح وطنياً ونضالياً فقد سقطت هذه الحلقة من المخطط المشبوه، والذي نؤمن بأن حلقاته ستتواصل بأشكال أخرى، ولكن العِبرة في النتائج .... إن فتح الأقوى أكثر قدرة على المواجهة والتحدّي .. وفتح الأكثر قوّة وصلابة ووحدة تعني رئيس وقيادة أقوى وأصلب ... فمزيداً من الوحدة واللملمة وجمع شعث الحركة على قلب رجل واحد. هو رأس التنظيم القائد. فمن يهون في نفسه وعلى نفسه يهون على الآخرين!!! وقد علمتنا فتح ألا نهون ولا نهان على درب القادة العظام والفكرة المقدّسة.
| |
|