تستيقظ
مصر اليوم على موعد تاريخي بعد صلاة الجمعة، مع استعداد للقيام بمظاهرات
غير مسبوقة قد تصل إلى المليون، تحت شعار 'خبز وحرية وكرامة إنسانية'
ولتحقيق هدف تم الاتفاق عليه هو 'الشعب يريد إسقاط النظام'.
وتوقعت
مصادر أن يحاول المتظاهرون احتلال مجلسي الشعب والشورى، وعدة ميادين في
القاهرة. وأشارت إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى ألف وخمسمائة، حسب صحيفة
القدس العربي.
وتصاعدت
الضغوط الخارجية على النظام، إذ استنكرت فرنسا سقوط قتلى، وطالبت النظام
بالإصغاء لمطالب المتظاهرين. وبينما أعلنت 'إسرائيل' أنها تراقب الوضع
وقلقة على اتفاق السلام، وصف المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز الرئيس
المصري حسني مبارك بأنه صديق مقرب وشريك مهم، لكنه شدد على أن بلاده لا
تؤيد أي جانب ضد الآخر في الاضطرابات في مصر.
وشهدت
مدن السويس والإسماعيلية والشيخ زويد حرب شوارع أسفرت عن مقتل مدنيين
ومجند في السويس، مدني في الشيخ زويد، التي قام المتظاهرون فيها بقطع
الطريق الدولي المؤدي إلى رفح. وشهدت القاهرة في مناطق مدينة نصر وشارع
الهرم ووكالة البلح مظاهرات سلمية.
وأعلن
اللواء محمد عبد الهادي مدير أمن السويس مقتل أحد أفراد الأمن المركزي، في
الاشتباكات التي وقعت أمس في حي الأربعين، بمدينة السويس.
يأتي
هذا التطور مساء الخميس فيما غطت سحب الدخان، سماء المدينة نتيجة عدة
حرائق في مناطق عدة من حي الأربعين ذي الكثافة السكانية العالية.
وحسب شهود عيان، فإن عدة حرائق في السويس سببت دخانا كثيفا وحالات اختناق، وكذلك بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع.
وارتفعت أعداد ضحايا الاشتباكات بين المحتجين والأمن إلى أكثر من 150 مصابا وفقا لمصادر طبية.
وقالت
مصادر أمنية إن عددا غير معروف من أفراد الأمن جنودا وضباطا أصيبوا خلال
الاشتباكات التي اندلعت الخميس بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وكان
محتجون قد أضرموا النار، في وقت سابق الخميس في مركز الإطفاء الرئيسي الذي
يقع في ميدان الإسعاف، في حي الأربعين الذي شهد اشتباكات بين قوات الأمن
والمحتجين منذ بدأت الاحتجاجات يوم الثلاثاء، كما احترقت على الأقل ثلاث
سيارات إطفاء تماما. وشوهدت النيران تشتعل في المدخل الخلفي لقسم الشرطة
بحي الأربعين أيضا.
ووصل
محمد البرادعي القاهرة الخميس، وأعلن أنه سيشارك في المظاهرات اليوم إلا
أنه شدد على أن تكون سلمية، ودعا الرئيس حسني مبارك إلى التقاعد.
ودعت
قيادة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر الخميس للتهدئة والالتزام
بالقانون أثناء أداء صلاة الجمعة، وبشكل لا يعرض أمن المصلين للخطر، كما
رفض رئيس مجلس الشعب فتحي سرور مطالب قوى المعارضة بحل البرلمان.
وجاءت
دعوة الحزب بعد اجتماع طارئ لقيادته لم يحضره الرئيس مبارك الذي يتزعم
الحزب، وخصص للبحث في الأزمة التي فجرتها مظاهرات الغضب التي انطلقت في
العديد من المدن المصرية الثلاثاء.
وقال
الحزب في بيان قرأه الأمين العام صفوت الشريف إن الهيئة القيادية 'استعرضت
وتابعت القضايا التي أثيرت في المظاهرات'، مؤكدا أن الحزب 'يقدر حرية
الرأي والتعبير ويؤمن بحق شباب مصر أن يعبر بكل الوسائل عن وجهة نظره
ومطالبه واحتياجاته ويقدر التزام الشباب التعبير بالطرق السلمية'.
وأضاف
البيان أن الحزب 'يؤكد انحيازه الدائم والمستمر لمطالب الجماهير وتبنيه
السياسات التي تخفف من معاناتهم في عدد من القضايا المرتبطة بالحياة
اليومية واستمرار دعم الحريات العامة وتوسيع المشاركة السياسية للشباب
ليساهموا بشكل فعال في صنع المستقبل'.
وبخصوص شائعات هروب جمال مبارك رد الشريف 'الحزب الوطني لا يعرف الهروب ونحن نحمي الوطن عن إيمان راسخ وسنقف شامخين من أجل الوطن'.
وحول
دعوة قوى المعارضة لوقفات احتجاجية اليوم بعد صلاة الجمعة أعرب عن أمله في
أن تتم شعائر صلاة الجمعة بشكل هادئ وألا يتلاعب أحد بأمن المواطنين تحت
أية دعاوى، حسب تعبيره