شدد عضو
اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، رئيس الوفد المشارك في مؤتمر المغرب
لنصرة الأسرى، على ضرورة العودة إلى مرتكزات القوة وتصليب الجبهة الداخلية
الفلسطينية، وفي مقدمة ذلك الإنسان الفلسطيني الذي يناضل ويحقق طموح الشعب.
جاء ذلك
خلال مشاركته، اليوم الإثنين، في برنامج واجه الصحافة الذي تنظمه وزارة
الإعلام، بعنوان 'ما بعد مؤتمر نصرة الأسرى في الرباط: النتائج والآفاق'،
بحضور وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير قدورة
فارس، ورئيس الوحدة القانونية في النادي المحامي جواد بولص.
وقال زكي
'نحن في وضع سياسي استثنائي ومعقد، حيث إن كل المساعي التي قمنا بها
بمشاركة المجتمع الدولي وقفت أمام طريق مسدود بفعل تصلب حكومة التطرف في
إسرائيل'، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني ما زال أسراه خلف القضبان، يعيشون
في عذاب شديد، مشيدا بدور وزارة الأسرى ونادي الأسير.
وأشاد بتحول
السابع عشر من نيسان (يوم الأسير) إلى يوم عربي من منطلق تعريب قضية
الأسرى كونهم أسرى حرب ويدافعون عن كرامة الأمة العربية، وأن مثل هذه
المؤتمرات تخرج القضية من العزلة وتخلق انتباها شديدا في إطار تطبيق
اتفاقيات جنيف.
وبين أن
الرئيس محمود عباس وضع قضية الأسرى كأحد الثوابت الوطنية، من منطلق أن لا
سلام ولا اتفاق دون إطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال، منوها إلى أن
العالم يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، خاصة أن هناك اعترافات تتوارد تباعا
في ظل هجمة شرسة على القيادة الفلسطينية.
وبين أن
هناك تنظيما في الأوضاع الداخلية بشكل جيد، ومن خلال منظمة تليق بتمثيل
الشعب ضمن إجراءات قانونية، بحيث تكون حركة فتح هي النواة الأصلب للعمل
الوطني الفلسطيني، مؤكدا أن الأوروبيين والأميركيين أصبحوا لا يحتملون
المواقف الإسرائيلية التي ترفض كل الأعراف الدولية.
من جهته،
أوضح فارس أن عقد مؤتمر لنصرة الأسرى في المغرب جاء بعد سلسلة متصلة من
الجهود من أجل تسليط الضوء وإثارة الاهتمام العالم بقضية الأسرى، رغم
المشهد المرير الذي تعيشه الحالة الفلسطينية.
وأشار إلى
أن المؤتمر الذي عقد تحت شعار 'تحرير الأسرى مسؤولية دولية' كان ناجحا رغم
الصعوبات التي اعترضت طريق عقده، وهو امتداد للجهود التي بذلت سواء مؤتمر
أريحا أو مؤتمر الجزائر من خلال تسليط الضوء على قضية الأسرى، وإثارة
اهتمام قطاعات واسعة بالموضوع.
وأضاف فارس
أنه تم التوافق على ضرورة تشكيل ائتلاف دولي لنصرة الأسرى في السجون
الإسرائيلية، وسيكون لقاء قريب في لاهاي بهولندا لوضع الخطوط العريضة
والإطار العام لبناء هذا الائتلاف، معربا عن أمله بالإعلان عن تشكيله في
السابع عشر من نيسان المقبل.
وأكد توظيف
قضية الأسرى في سياق الكفاح العام الذي يخوضه الشعب ضد الممارسات
الإسرائيلية، وهناك العديد من الجهات التي تعمل من أجل أن تكون سببا في
مقاطعة ومحاصرة إسرائيل في الرأي العام، مشيرا إلى أنه من ضمن مخرجات
المؤتمر السعي من أجل تأسيس مرصد إعلامي توثيقي.
وأكد فارس
أن التغطية الإعلامية لمؤتمر نصرة الأسرى في المغرب لم ترتق إلى المستوى
المطلوب. وشكر الرئيس محمود عباس لدعمه ورعايته هذا الجهد على اعتبار أن
قضية الأسرى ذات أولوية على أجندة الرئاسة واللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير.
بدوره، قال
قراقع إن بذل مثل هذه الجهود ترفع صوت الأسرى وتنصف حقوقهم على المستويين
العربي والدولي والهدف من هذا المؤتمر هو تدويل قضية الأسرى وفتح معركة على
مستوى المجتمع الدولي وعلى الوعي الدولي حول قضية تعتبر بالنسبة للشعب من
أكثر القضايا حساسية وأهمية.
وأضاف أن
فتح المعركة على الساحة الدولية من أجل كسر العزلة والإطار النمطي الذي
ارتاحت عليه حكومة إسرائيل منذ سنوات طويلة التي أرادت أن يبقى ملف الأسرى
في إطار محلي وثنائي، تعمل إسرائيل من خلاله على فرض إجراءات عسكرية ووحشية
بعيدا عن الالتزام أو الاحترام للمواثيق الدولية، ولم تعد تشكل عبئا على
المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وأكد أن
تدويل قضية الأسرى من شأنه أن يشكل عبئا وقلقا على حكومة إسرائيل، ومن أجل
التصدي لحملة التشويه الإعلامي الإسرائيلي الذي كاد أن يقنع العالم بأن
الأسرى هم مجرمون وإرهابيون وليس لهم حقوق، وبالتالي يجرد الأسرى من حقوقهم
القانونية والإنسانية، لافتا إلى أنه كان لا بد من هذه الحملة من خلال هذه
المؤتمرات وبمشاركة دولية والرد على ادعاءات الاحتلال وفضح حقيقتها كدولة
فوق القانون، ولا تلتزم بأي اتفاقية دولية.
وبين أن
المؤتمر شمل ثلاث ورش مهمة في الإطار القانوني والحقوقي، والإعلامي،
والمناصرة، حيث تم فتح ملفات انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى من قتل وتعذيب
واحتجاز، من أجل الملاحقة القانونية للمسؤولين الإسرائيليين، سواء في
المحاكم الوطنية في بعض الدول التي تسمح بذلك، أو الذهاب إلى المحكمة
الدولية، مؤكدا أن هذه استراتيجية الوزارة من خلال إنصاف المكانة القانونية
والمركز الشرعي للأسرى بصفتهم مقاتلي حرية وأسرى حرب.
وتحدث
المحامي بولص، عن اختيار المغرب للمؤتمر كونها محطة وقريبة من أوروبا،
والعلاقات الموجودة بين الفضاء السياسي والقانوني والإعلامي الاجتماعي في
المغرب وبين أوروبا لنقل النشاط من الساحة العربية إلى الدولية.
وتطرق إلى ما تناوله المؤتمر في إطار قانوني وموقف القانون الدولي من قضية الأسرى والانتهاكات الإسرائيلية بحقهم.